«رد فعل لما تعرضت له على يد الزوج».. خبيرة تكشف سر تحول الأم إلى «قاتلة أطفالها»
«رد فعل لما تعرضت له على يد الزوج».. خبيرة تكشف سر تحول الأم إلى «قاتلة أطفالها»
تتميز الأم بصفات الأمومة والعطف، فهي دائماً مصدر الطمأنينة والحنان، ولكن شهدت السنوات الأخيرة جرائم لا يتصورها عقل لأمهات جفت من قلوبهن مشاعر الأمومة، وقررن التخلص من أطفالهن.
بعد إصابة الزوج بتليّف كبدي قررت الأم في قرية الأحمدية بمحافظة الدقهلية، أن تتخلص من طفليها باستخدام دواء (أندرينال) خاص بمرضى القلب، وذلك من أجل الزواج من عشيقها، بعد أن رفض والدها طلاقها بسبب أطفالها، حيث قامت بإعطاء الطفلين قرصين من الدواء.
بينما في شبرا قتلت أم طفلتيها خنقًا لتخلصهما من عذاب والدهما الذي ساءت طباعه، بعد وفاة أخوهم الوحيد، حيث اعتاد أن يتعدى على والدتهم بالضرب.
ليس هذا النوع من الجرائم المجردة من الإنسانية على صعيد المجتمع المصري فقط، بل عانت منها أيضاً باقي المجتمعات، هزت جريمة الأم التي ألقت طفليها في نهر دجلة المجتمع العراقي بأكمله، حيث رصدت كاميرات المراقبة لحظة إلقاء الأم طفليها بالنهر، بعد أن تم طردها بشكل مهين وأخذ الأطفال منها، وأيضًا رفض والدتها أن تطالب المتهمة بحضانة الأطفال، بالإضافة لسوء المعاملة الذي تعرضت له.
من جانبها، أوضحت الدكتورة بسنت محمود، أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، الأحد، أن «هذه الحوادث ما هي إلا سلسلة من حلقات الانتقام التي تحدث بين الأزواج بشكل عام، وخاصةً في حالة وجود مشاكل بينهما قبل أو بعد الطلاق».
أسباب ارتكاب الأم لمثل هذه الجرائم
وكشفت «بسنت» عن أن «الأم ترتكب هذه الجرائم البشعة كرد فعل لما تعرضت له من قبل الشريك، ورغبةً منها في إلحاق الأذى بالزوج كما تعرضت له، وقد يأخذ هذا الانتقام أشكالاً متعددة تختلف أساليبه وأشكاله تبعاً لظروف وبيئة كل حالة ودرجة الضغوط الاجتماعية والنفسية التي تتعرض لها».
وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن «أشد أنواع الانتقام بين الزوجين قسوة هو ما يقع أثره على الأطفال بشكل مباشر، حيث تقوم الزوجة بتعذيب أو أذى الأطفال، نحن نرى نماذج عديدة تتجرد من كل معاني الأمومة في محاولة منهم بإلحاق الضرر بالزوج دون التفكير في حجم الضرر الواقع على الأطفال، فالأم تقوم بإلحاق الأذى بأطفالها بشكل كبير اعتقاداً منها أنه كلما كان الأذى أبشع تألم الوالد أكثر».
طبيعة المرأة
وأضافت «بسنت» أنه «من المتعارف عليه أن المرأة بطبيعتها أشد انتقامًا من الرجل بمراحل، فالمرأة حينما تحب أو تكره أو تغضب تقوم بهذه العواطف بكل حواسها فهذه هي طبيعة المرأة، وهي تستخدمها بشكل أكثر قوة وأكثر ألمًا لو تطلب منها الأمر ذلك، لذا يأتي انتقام المرأة من الرجل أكثر قوةً وحدةً كرد فعل طبيعي منها لما تعرضت له من مشاكل وضغوط لم تعد تحتملها»، مشيرة إلى أن «كل هذه الجرائم الغريبة التي لم نعتد على وجودها في المجتمع المصري مسبقاً، تحدث بسبب الظروف المحيطة، سواء ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية والتي يؤدي وجودها إلى سرعة الغضب وعدم التفكير وبالتالي يؤدي إلى حدوث هذه الكوارث».
واختتمت الدكتورة بسنت محمود، أستاذ علم الاجتماع، حديثها قائلة: «في هذه الحالة يكون الغضب هو المسيطر على المرأة وعلى كل كيانها، فلا يمكنها التعقل أو التدبر أو التفكير في حجم الضرر الناتج عن فعلتها كما شاهدناها في مثل هذه الحوادث الأليمة».