البلطجة الإلكترونية في العصر الرقمي

كتبت د: رشا عبد اللطيف

عاهدنا في العصور السابقة البلطجة بمفهومها التقليدي والمتمثلة في ممارسات العنف والإيذاء والعدائية بغرض تحقيق مصالح شخصية وأطماع ويتم الابتزاز احيانا وكذلك التنمر .

على الصعيد الإلكتروني نشهد شكل جديد للبلطجة حيث يفرض ما نعاصره من تقنيات رقمية أشكال وأدوات جديدة للبلطجة أشد فتكا من العصور القديمة ، حيث يتم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية في ممارسة البلطجة تجاه مختلف الفئات العمرية سواء اطفال أو شباب أو كبار سن ، وللبلطجة الإلكترونية cyber bullying عدة أشكال منها :

• التحرش اللفظي عبر رسائل إلكترونية تتضمن ألفاظ تسيئ لمتلقى الرسالة .

• الابتذاذ عن طريق استغلال الصور الشخصية ونشرها إلكترونيا بغرض الإساءة والتشهير .

• إرسال إعلانات ورسائل تجارية متكررة إلكترونيا غير مرغوب فيها للمتلقى بغرض التأثير على قراره الشرائي .

• نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة بغرض تضليل الرأى العام وامتد الموضوع لحروب غير معلنة بين دول مستخدمة المنصات الإلكترونية لترويج الشائعات بهدف التأثير السياسي وهو ما يطلق عليه حروب الجيل الجديد سواء الرابع والخامس .

• الهاكرز للحسابات الشخصية على المواقع الإلكترونية بغرض ابتذاذ أصحابها .

• المنتديات والجروبات الخاصة بفئات محددة التي تدعو للتنمر والعنصرية تجاه الفئات الأخرى .

• تحكم بعض المواقع والمنصات في ممارسات مستخدميها وتوجيهم من تلقاه نفسها دون مراعاة خصوصيتهم 

وقد تناولت قناة البي بي سي العربية البلطجة الإلكترونية cyber bullying في أحد تقاريرها الإعلامية موضحا أن تأثيرها أصبح سريع وأكثر قوة بسبب تقنيات الهواتف الذكية مؤكدة على ضرورة إيجاد الحلول العملية والذكية التي تتوافق مع مثل هذه الممارسات الإلكترونية .

وهنا يكمن السؤال كيف نواجه البلطجة الإلكترونية في عصر التقنيات الرقمية التي أصبحت سلاح ذو حدين مما يتطلب منا جميعا تحمل مسؤولية تطويعها لتحقيق الصالح العام ويأتي ذلك من خلال زرع الوعى والعقلية الناقدة لدى النشئ والشباب وكافة الفئات العمرية حتى يتملكوا أدوات مواجهة كافة المضايقات الإلكترونية بالإضافة إلى توعيتهم بأساليب مواجهة كافة أشكال البلطجة الإلكترونية وهنا يجب أن تتضافر جهود كل من الأسرة والمدرسة والإعلام وكافة مؤسسات المجتمع من أجل نشر الوعى اللازم لمواجهة البلطجة الرقمية .