فن

اليوم لك و غدا عليك

اليوم لك ، و غدا عليك

اليوم لك ، و غدا عليك
اليوم لك  و غدا عليك

كتبت:داليا زردق

 

اليوم لك ، و غدا عليك كثيرا من الأشخاص يؤجلون و يسوفون أفراحهم لحين حدوث شيء ما ! فيقرر أن يستمتع لكن بشروط ،! سوف أستمتع حين أتخرج ! سوف أستمتع حين أتسلم وظيفة ! سوف أستمتع حين أحب ! سوف أستمتع حين أتزوج ! و هكذا تدور الحياة في تأجيل قرار الإستمتاع بالحياة حتي حدوث هذا و ذاك ، فتنتهي الحياة سريعا و هو لم يذق يوما واحداً هنيئا ! الإستمتاع يبدأ بأشياء في منتهي البساطة ، في شرب فنجان قهوة مظبوط علي مزاجك ، في وقفة شباك و بلكونة هادئة ، في سماع موسيقي و أغنية تحبها ، في مكالمة مع شخص يسعدك كلامه ، الإستمتاع أبدا ما كان مرتبط بالمال ، و لا المراكز ، و لا الزواج ، و لا الإرتباط ، و لا الإنجاب ، الإستمتاع يمكن أن يعاش كل لحظة ، كل يوم ، لا يمكن أبدا تأجيله ، و حين تمر الحياة أمام عينيك.

سوف تكتشف فداحة ما فقدت و خسارة ما فعلت ، فلقد قمت بتأجيل كل ما هو مهم من أجل كل ما هو فانٍ، لم تبتسم حين أتيحت لك فرص الإبتسام ، و اليوم حين تتذكر ذلك ستصاب بحالة ندم موجعة ، لم تشارك من تحب لحظات حلوة و جعلته هو الآخر في وضع إنتظار دائم لأشياء قد تحدث أو لا تحدث ، فبردت مشاعركم إحتفظت بكلام جميل و لم تبوح به فمات الكلام و أصبح لاحقا لا يعني شيء ، فوت عليك و علي أحبابك فرصة تواجدك معهم علي أمل أنك لاحقا سوف تعوضهم غيابك و لكن الغياب لا عوض له ، فالحياة وان شوط ! لا تكرار لها ، اليوم حين يمضي فهو ينتهي للأبد ، الشعور حين يؤجل يفقد معناه و يصبح بدون طعم ، كالطعام الذي يقدم باردا بائتا لا مذاق له ، فتعزف عنه النفس ، كن ماهرا في إقتناص كل لحظة يمكن أن تسعد فيها ، تمسك بكل ما يدفعك للإبتسام تمسك بكل من يجعلك سعيد لا تؤجل فرحة اليوم لغد قد لا يأتي ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: