كتبت:نسرين معتوق
عندما وُلدنا في هذه الحياة أتينا بأرواح اقتبست من الثلج لونه و لمعته ، نكون كالأوراق البيضاء التي لم يُخط فيها بقلم ، ثم ما نلبث و تلبث الأيام و تَخط بأقلامها على أوراقنا و مع كل كلمة و مع كل سطر يُخط يصبح لكل روح شفرتها ، و تغدو الأقلام لترسم على أرواحنا ما ينعكس على ملامحنا ، على نظرات أعيننا و على ابتسامات شفانا .
و مع كل خط نور يُسطره قلم و مع كل ندبة تترك أثر في داخلنا ، سنرى أنعكاس ذلك على ملامحنا ، و حتى على نبرات أصواتنا .
مَن منا بعد أي خذلان لم يقف أمام المرآة ، و عندما وقف أمامها لم يرى نفسه ، يرى ملامح تشبه ملامحه و لكن ذلك الذي في المرآة ليس هو ، عينان بلون عينيه و لكن لا تملكان بريقهما ، شفتان كشفاه لكن لا يمتلكان أبتسامته ، يطيل النظر إلي مرآته و لا يجد نفسه و لا يدري كيف و متى أضاعها .
و على العكس ففي حين الجبر يقف هو نفسه أمام نفس المرآة فيرى في ملامحه انعكاس نور أعياد جبره ، و بريق عينيه يكاد ينير ما حوله و لأبتسامته مفاتيح لو طرقت على كل القلوب الموصدة لفتحتها .
و هذا نحن و هذه هي الحياة ، نحن إنعكاس لما بداخل أنفسنا من سلام و حرب ، حب و كراهية ، رضا و سخط ، و لكن الأكيد أننا و بجميع الأحوال نستطيع أن نهب لأنفسنا السلام ، أن نصنعه من تسامحنا مع الأقدار و أن نتصالح مع أفعال الأيام ، في ظني أننا نستطيع من أجلنا ، و من أجل أن لا يأتي يوم نقف فيه أمام المرآة فلا نعرفنا .
