عاجلفن

المساحة الرمادية ليست مساحة للبقاء

المساحة الرمادية ليست مساحة للبقاء
كتبت:نسرين معتوق

أحب الألوان .. كل الألوان تقريباً ، و دائماً ما أرى أن في اختلافها و في تعدد درجاتها لغة تستطيع أن تضيف لكل لوحة و لأي مشهد معاني كثيرة لا تحتاج إلي كلمات لشرحها ، و يكفي أن ببعض من اللمسات الملونة يمكن أن تكتسي الأماكن بالدفء و ما أن تلبث إلا و تبعث فيها الحياة مرة أخرى .

و برغم أن الألوان جميلة و مرغوبة و الاحتياج لها حتمي ، إلا أنه يبقى لكلا اللونين الأبيض و الأسود تفردهما بين الألوان و تميزهما .

ذلك التميز الذي يضمن و بمجرد حضورهما وضوح و فصل حاد لا يقبل ريبة و ليس لكيانه درجات ، فدائماً ما كان الوضوح جميل و وجوده في أي من الأشياء مريح .

تغيير الألوان و التدرج فيها على الأشياء مقبول و قد يكون مطلوب ، و لكن لا يمكن أن يتقبل ذلك في الأشخاص من حولنا و لا في علاقتنا بهم ، فإما أن يشغلا المساحة البيضاء أو المساحة السوداء ، و أما المساحة الرمادية ما بين هذين اللونين فلا يجب أن تكون إلا مرحلة مؤقتة لمن يشغلها ، فلا يمكن الثبات عليها و لا يحتمل البقاء فيها طويلاً .

و أكثر العلاقات إيذاء تلك التي يختار أحد أطرافها شغل المساحة الرمادية في علاقته بالطرف الآخر ، فقد يكون الوقوف على هذا اللون و في هذه المساحة مرحلة ، و لكن الثبات عليها يكفي ليجعل اللون الرمادي ينسحب على كل شيء في النهاية .
لا رماد بدون احتراق الأشياء ، و احتراق الأشياء يعني بالضرورة نهايتها ، و في ظني لو أن للنهاية لون لكان اللون الرمادي الأكثر مناسبة لها .

من يختار هذا اللون و تلك المساحة بالتحديد لا يرغب في البقاء و بقاءه فيها طويلاً دون التحرك لأي من اللونين الأبيض أو الأسود يعني أن رحيله مؤجل و لكنه حتمي .

فلا تتركوا المساحات من حولكم لمن يحرقها بالوقت و يحولها إلي رماد ، و مادام الرحيل حتمي ، فلتنجو بما تستطيع من سلامك و ليكن إختيار التوقيت من قرارك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: