كتبت:داليا زردق
لقد أصبحنا نعيش في دار مزادات كبير ، نزايد علي وطنيتنا، صدقنا ، أصلنا، بل و المثير للتعجب هو المزايدة علي الأحزان و المصائب.
فكلما حكي لك شخص عن متاعبه علي سبيل الفضفضه تزايد علي تعبه و تقنعه أن متاعبك أقوي و أصعب منه و أنك لا حول لك و لا قوة.
ربما تنسي أن تجامله بكلمة تشجيع أو تصبير.
فكل همك أن تزايد علي حزن غيرك .
لكن الغريب أن في عالم المزادات هناك دوما ثمار للمزاد تنتهي بحصولك علي شيء أردته! بامتلاكك لشيء تريده .
لكن تلك المزايدات النفسية اليومية التي يمارسها الكثيرون لا نتيجة و لا هدف من ورائها.
أنت فقط أصبحت لا تستمع لمن يتحدث و لا تتعاطف معه بل تفكر كيف تقاطعه و تخبره أن ما عندك يستحق و أن ما يعيشه لا يستحق.
حتي صرنا نعيش في البيوت و المكاتب و الأماكن في مزاد كبير لا ينتهي بل يزداد شراسة كل يوم .
حتي أصبح المزاد يشمل إيمانك و حبك لله ،يشمل عقيدتك ، و كأنك تمنح نفسك صك التفوق في كل ذلك بينما تمنح الآخرين كارت أحمر لطردهم من دائرة الإيمان لدائرة الظنون.
تشعر أنك الافضل إيمانا، الأفضل تفكيراً، الأعظم فلسفة في الحياة.
و هكذا صار ما يحدث حاليا هو صراع بين كل الأطراف حول كل موضوع يثار ، حول كل جدال سياسي أو ديني أو إجتماعي!
فلا يوجد من يستمع! و لا يوجد من يهتم .
الكل يزايد علي الكل ، لقد خلق الله لنا فم واحد لنتكلم و اذنين لكي نستمع، و لكن صُمت الأذان و نطق الجميع..و لنا الله.