المرأةعاجل

“داليا زردق” تكتب مزايدات نفسية يومية

“داليا زردق” تكتب مزايدات نفسية يومية
كتبت:داليا زردق

لقد أصبحنا نعيش في دار مزادات كبير ، نزايد علي وطنيتنا، صدقنا ، أصلنا، بل و المثير للتعجب هو المزايدة علي الأحزان و المصائب.

فكلما حكي لك شخص عن متاعبه علي سبيل الفضفضه تزايد علي تعبه و تقنعه أن متاعبك أقوي و أصعب منه و أنك لا حول لك و لا قوة.

ربما تنسي أن تجامله بكلمة تشجيع أو تصبير.

فكل همك أن تزايد علي حزن غيرك .

لكن الغريب أن في عالم المزادات هناك دوما ثمار للمزاد تنتهي بحصولك علي شيء أردته! بامتلاكك لشيء تريده .

لكن تلك المزايدات النفسية اليومية التي يمارسها الكثيرون لا نتيجة و لا هدف من ورائها.

أنت فقط أصبحت لا تستمع لمن يتحدث و لا تتعاطف معه بل تفكر كيف تقاطعه و تخبره أن ما عندك يستحق و أن ما يعيشه لا يستحق.

حتي صرنا نعيش في البيوت و المكاتب و الأماكن في مزاد كبير لا ينتهي بل يزداد شراسة كل يوم .

حتي أصبح المزاد يشمل إيمانك و حبك لله ،يشمل عقيدتك ، و كأنك تمنح نفسك صك التفوق في كل ذلك بينما تمنح الآخرين كارت أحمر لطردهم من دائرة الإيمان لدائرة الظنون.

تشعر أنك الافضل إيمانا، الأفضل تفكيراً، الأعظم فلسفة في الحياة.

و هكذا صار ما يحدث حاليا هو صراع بين كل الأطراف حول كل موضوع يثار ، حول كل جدال سياسي أو ديني أو إجتماعي!
فلا يوجد من يستمع! و لا يوجد من يهتم .

الكل يزايد علي الكل ، لقد خلق الله لنا فم واحد لنتكلم و اذنين لكي نستمع، و لكن صُمت الأذان و نطق الجميع..و لنا الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: