المرأةعاجل

بفكر متطور ننقذ شوارعنا من التدهور

بفكر متطور ننقذ شوارعنا من التدهور
كتبت:جومانا سيد

حست الديانات السماوية جميعها على النظافة، وتعددت مظاهر النظافة منها نظافة الفرد، ونظافة الروح، ونظافة البيئة، جميعها تعتمد على مدى وعي الفرد بمفهوم النظافة.

فعندما يرى الطفل والدته أو والده، يلقي القمامة بالشارع، فأنه يقتبص هذه العادة فكرياً وسلوكياً ، وتصبح عادة له ، لا يشعر من خلالها بأي حرج أو ذنب اقترفه نتيجة هذا التصرف ، ويتم تداول هذه العادة من جيل إلى آخر.

عانت كثير من الدول من ظاهرة القمامة، واكثر الدول تغلبت على ظاهره القمامة، تايوان، كانت عام ١٩٩٢م تلقب بجزيرة القمامة، وكانت تجمع وقتها العاصمة ما يقارب من ٢١الف طن من القمامة، وكان حوالي ٩٠٪ من هذه القمامة يتم دفنها بالطرق التقليدية .

ذادت القمامة بالعاصمة، مما جعل المواطنين يتظاهرون من أجل حل هذه المشكله، في عام ١٩٩٦م احتجت ربات البيوت ونظمت مظاهرة للمطالبة بحل مشكلة القمامة، وتحت الضغوطات، أنشأت الحكومة محارق للقمامة، ومع ذلك رفض المواطنين هذه الطريقة لمعالجة القمامة.

مع تعاون الشركات والجمعيات الأهلية، اتخذت الحكومة قرار تدوير القمامة، والتحلل العضوي لها، وأصبحت تايوان من أفضل دول العالم في تدوير القمامة.

ظاهرة القضاء على القمامة تحتاج تعاون الدولة، مع المجتمع، بل أكثر من ذلك لابد من تعاون جميع دول العالم للقضاء على هذه القمامة، ولك أن تتخيل بأن العالم يتخلص سنويا ما يقارب ٣٠٠ مليون طن من البلاستيك، ويتم إلقاء هذة القمامة بالبحار والأنهار، والمخاطر الناتجة عن ذلك، حيث يتغذى عليها الأسماك، بالإضافة إلى تأثيرها على البيئة الطبيعية، وتلوث مصادر المياة التي يعتمد عليها الإنسان.

إلقاء القمامة بالشارع وعدم معالجتها بالطرق الحديثة، ينتج عنه مشاكل عديدة، منها مشاكل إجتماعية، ناتجة من التشاجر بين المواطنين، بسبب القمامة، ومشاكل إقتصادية ناتجة عن التكاليف التي تتحملها الدولة للقضاء علي هذه الظاهرة برفع ونقل هذة التراكمات ، ومشاكل صحية ناتجة من تلوث البيئة ،بل ينتج عنها أيضا مشاكل سياسية، والتي تتمثل في عدم رضا المجتمع عن سياسات بعض الدولة خاصتًا المجاورة لها في التعامل مع ملف القمامة.

وقامت العديد من الدول ومنها مصر بفرض قوانين صارمة على المواطنين، للحد من هذه الظاهرة، يعاقب بالحبس والغرامة من يلقى القمامة بالشارع ، و تقوم تايلاند بإرسال القمامة بالبريد السريع للمواطن الذي يقوم بإلقاءها بالشارع،أو تركها بالأماكن العامة، كأسلوب العقاب والردع .

بلا شك معالجة ظاهرة إلقاء القمامة بالشارع، يحتاج وعي ديني وأخلاقي وتضافر جهود المجتمع مع الدولة، من أجل المحافظة على المظهر الحضاري لوطننا الحبيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: