كتبت-نسرين معتوق
توضح نسرين معتوق الخبيرة التربويه كيفيه اسباب وحلول مشكله عناد الاطفال بعده عوامل
هل يمكن أن تكون الطريقة التي نتعامل بها أو حتى بعض ردود افعالنا مسؤولة – و لو بشكل غير مباشر – عن تفاقم العناد كمشكلة عند طفل يصنف عنيد ؟ .
هذا السؤال بالتحديد هو ما يجب أن يلقيه الكثيرون على أنفسهم ممن يتعاملون مع أطفال يوصفون بالعنيدين ، و ليس لأن محاولة الإجابة ستنهي و بشكل نهائي العناد كمشكلة سلوكية و لكن لأن محاولة الإجابة ستسمح لنا بتفتيت المشكلة – و لو افتراضياً – بالتالي فهم أكثر لكل عنصر من عناصرها و مسببات ، و من ثم طريقة أنسب للوصول إلي أفضل حل ممكن لتحجيم هذا السلوك و ليس انهاءه تماماً .
يعرف العناد بأنه مشكلة سلوكية تتمثل في إصرار الطفل على سلوك معين و عدم تراجعه و لو تحت الضغط ، سواء بإمتناعه عن تنفيذ أمر موجه إليه أو إصراره على تكرار فعل قد طلب منه إلا يفعله قبل ذلك و حتى لو كانت المدة الزمنية للفعل وجيزة .
و قبل أن نبدأ في مناقشة الأسباب المحتمل أنها قد تكون تسببت في السلوك ( العناد ) و نبحث في طرق التعامل معها ، علينا أن نتذكر جميعاً قبل أي شيء أننا أمام طفل ، أي أنه غير قادر على التمييز ما بين الصح و الخطأ أولاً ، كما أنه غير مدرك بتفكيره القاصر و محدودية خبراته ما يمكن أن تؤدي إليه نتائج أفعاله سواء على المستقبل القريب أو البعيد .. مجرد وضع ذلك في اعتبارنا سيكون بداية لتفكيك المشكلة و بهدوء .
و برغم أن العناد كطبع مرجح أن له سبب وراثي في الغالب إلا أن البيئة التي يعيش فيها الطفل عادة ما تلعب دور مهم و تعمل على إبراز ذلك الطبع و الذي يترجم بعد ذلك في سلوك .
ففرض قيود مبالغ فيها على الطفل و تقيد حركته و تجاهل حقه في التحرك الحر ، سواء لضيق المكان أو لأن المكان غير آمن لنوع حركته .. يرفع بالضرورة سلوك العناد عند الطفل .
كمان أن إهمال احتياجات الطفل في التواصل ( اللغوي و العاطفي ) من خلال الكلام معه و اللعب يشكل سبب أخر للسلوك و يدعمه .
إحساس الطفل بالاضطهاد أو الظلم و التمييز ضده ، خاصة إذا كانت توجه له أوامر تعجيزية بالنسبة لسنه .
و يأتي سبب أخر و مهم و هو تقليد الطفل لطفل أخر موجود في بيئته و يرى أنه يتم استجابة الآخرين له بمجرد ضغطه بهذا النوع من السلوك ، فيجعله ذلك يعتمد هذا السلوك طريقته هو الأخر .
و لأن ما سبق يعد إجمال لبعض الأسباب الأكثر شيوعاً و ليس حصراً لكل الأسباب ، فأني سأجمل أيضاً أبرز طرق التعامل مع المشكلة و التي بالإضافة إلي ذلك تعد اشملها و هي في نقاط .
– تبني أولاً ثقافة التعامل باللين دون تهاون مع الطفل ، لأن ببساطة العناد معه سيرفع عناده هو أيضاً و سندخل في دائرة لن تنتهي .
– التواصل الجيد مع الطفل من خلال تلبية احتياجاته النفسية و الجسدية و الحركية أيضاً .
– بناء علاقة بينك و بين الطفل يكون اساس التعامل فيها هو الحب و ليس الخوف ، فيدعم ذلك ثقته في نفسه و فيك .
– تجنب صيغة الأمر و استبدالها بصيغة تجمع الجميع للقيام بالعمل بصورة مشتركة .
– عن طلب شيء من الطفل أو العكس منعه من شيء يجب توضيح السبب و كان ذلك مرتبط بزمن أو فعل معين يجب توضيحه أيضاً ، و سيستوعب ذلك أياً ما كان عمره .
– الاستجابة للطلبات المنطقية مع التوضيح بأن طلبه في هذه المرة كان مناسب و مقبول .
– التدرج في منع الأشياء أو تقليل منها خاصة لو كنا نحن من ساهمنا في اعتياد الطفل عليها .
– المكافأة في حالة تعديله لسلوكه و العقاب بعيد عن العنف في حالة تكراره للسلوك الغير مرغوب فيه .
– و التجاهل قدر الإمكان مع عدم تنفيذ طلبه سيجعله يعيد تقيمه لمدى جدوى فعله .
أخيراً و هو الأهم .. السعي للاصطدام مع أياً ما كان سواء كان طفل أو بالغ لن يولد غير العناد و من ثم العنف ، خاصة لو كانت الطلبات منطقية و مشروعة .. أنت نفسك كشخص بالغ إذا اصطدمت بسيل من الأوامر و لا سيما لو كانت تعجيزية أو بقيود غير مفهومة الأسباب أو الجدوى لن يحفز ذلك عندك غير الرفض و العناد .