تعودنا علي أن السرقة مرتبطة فقط بالأشياء المادية، بالنقود ، بنهب المنازل و الأماكن…
لكن هل سمعت يوما عن سرقة مشاعر !
سرقة أحاسيس !
سرقة عواطف إنسانية…
كيف يتأكد شخص أنه ضحية لعملية سرقة عاطفية ؟
حين تهب مشاعرك الحقيقية لشخص ما و يتلاعب بها …
حين تصدق في كل كلامك و أحساسك معه و لا يبادلك ذلك …
حين يستنزفك معنويا و يرهقك عاطفيا في مجادلات و مهاترات بلا جدوى …..
حين تشعر معه بأنك لا تري مستقبل ما معه واضح ، و لا تجد معه سكينة و أمان ، و لا تستطيع أن تنام مرتاح البال …
سرقة مشاعرك أكثر قسوة بمراحل من سرقة محفظتك!
فالنقود ستعوض يوما ما ، لكن مشاعرك حين ُتؤذي لا شفاء لها إلا بجهد عظيم ….
لا تيأس و تغلق قلبك أمام الحب ،
لكن ……..
تأكد جيدا أنك في علاقة حقيقية صحية مريحة …
قف أمام المواقف الكبيرة و حللها، و فكر بوضوح و تأني
تكلم مع الطرف الآخر في كل نقطة تحيرك، فالتواصل و التفاهم بين طرفين أهم ما بالعلاقة،
و إذا لم تجد إجابات شافية و حلول واقعية لما تمران به ، فاعلم أنك لست عالدرب الصحيح …
يتسرع معظم البشر للدخول في علاقات عاطفية، و هو أمر غريزى طبيعي ،
لكن الغير طبيعي هو إختيار الشخص الخطأ!
فكثيرا ما يلقي شخص ما بكل عواطفه الجياشة و حبه الغالي في طريق شخص آخر لا يعي قدسية هذا ، و لا يقدر ما منحه الآخر، فلا يحافظ علي تلك الهبة،
الحب كنز لمن يفهم فقط ،
كل الأغاني تتحدث عن ظلم الحب و تعب الحب و عذاب الحب،
و أنا أكتب اليوم عن روعة الحب و قوة الحب، و طموح الحب ،
لكن الحب لا يكتمل إلا بقلبين متشابهين، يسعي كلا منهما نحو الآخر بنفس القوة ، نفس الهدف ، نفس النية ، نفس الإستعداد للبذل من أجل تلك العلاقة المقدسة…
و حين يحدث خذلان و سرقة و خيانة للمشاعر ، نكذب الحب ، و نطعن فيه ، و نشوهه!
بينما العيب كل العيب علي من هان عليه ، من خان ، من تلاعب ، تخاذل ، كذب…
لا بد أن تفرق بين حبيب سرقك و بين حب حقيقي موجود بالحياة لكنك لم تقابله بعد ،
و ربما لن تقابله،
لكن ذلك لا ينفي حقيقة الحب أو يقلل منه …
لذلك فليدعو كل إنسان ربه أن يمن عليه بهذه الهبة السماوية، و هذا العطاء العظيم …
و ليستجيب الله لكل قلب صادق في دعوته و نيته…..