َهل مازلنا نتبادل هذه الكلمات الراقية منذ زمن بعيد؟
وهل مازالت تحمل نفس أثر طيب نفتقده الآن؟
وهل الآن أصبحت الناس مجردة من الذوق والفكر الراقي في التعامل مع كون المرأة؟
كلها أفكار نحتاج لطرحها لنوصل سويا لاجابة قريبة من الواقع الذي نعيشه.
وجدنا من زمن بعيد هناك كلمات كانت متبادلة وفيها من التبجيل والوقار لكيان المرأة؛ والتي من ضمنها كلمة يا هانم؛ على سبيل المثال؛ اطلاق الكلمة الصباحية لها بصباح الخير يا هانم، اتفضلي ياهانم.
وهي كلمة تشمل من الوقار والتعزيز لكيان المرأة وليس لكونها امرأة جميلة بل تشمل الكلمة كافة السيدات احترامًا لها.
فكان هذا الذوق هو السائد في هذه الفترة؛ ومع الحداثة والتكنولوجيا والتطور الحديث الذي نعاصره؛ اختفت أشياء كثيرة من الذوق في التعامل وفقدت الكلمات الراقية التي تعزز من كيان الانسان وأصبحت الأمور كلها لا تختلف كثيرًا وتشابهت إلى حد كبير.
ومع التكنولوجيا والتطور اللاحق بالأجهزة الحديثة ؛ اختفت هذه الكلمات. واصبح استعمال من الرموز والرسومات المتحركة المستخدمة في كثير من البرامج كشكل من أشكال المُعبرة على إبداء الاعجاب بالشىء وعلى سبيل المثال رمز للوردة أو القلب النابض أو غيرها من الرموز الكثيرة الأخرى.
فهل هذه الرموز والرسومات احتلت نفس القيمة؟ أم أن لكل عصر له فكره وعباراته وله ذوقه الخاص الذي يتناسب مع هذا التطور اللاحق بهم بعكس ما كان من الزمان.
وهل ما كنا عليه في الأزمنة الماضية أجمل أم ما نحن عليه الآن هو الأجمل.
من رؤية عميقة وجدت ليس الغريب في طريقة التعبير أما الغريب هو مدى استهانة البعض بهذه الكلمات والعبارات والرموز المستخدمة؛ فجعلت منها لدى البعض استخفاف وعدم الشعور بمدى مصداقيتها. وهناك من لا يهتم بمدى أثر هذه التعبيرات على النفس ومدى فاعليتها على شعور الأخرين.
ويمكن القول أن الكلمة كانت لها قيمة حين تخرج من الأفواه ولها قدرة على التأثير والمصداقية فالاختلاف ليس في اختلاف طريقة التعبير بقدر مدى صدق الكلمة عند التعبير بها؛ واستخدامها كملمح من الإبداء بالشكر والثناء أو كنوع من التقدير للكيان ذاته؛ وليس على أنها مجاملة عابرة.
فالصدق والإيمان بالإنسانية وتعزيز وتقدير مشاعر الآخرين كانت هي السمة والميزة التي ميزت فترة من الزمن لم نلحق بها وزادتنا من الشوق حين نسمع عنها و نفتقدها الآن لأننا نفتقد صدق المشاعر والإنسانية.