اجعلني اطمأن فبداخلي بركان لا يهدأ؛ صمتي لا يعني أن روحي ساكنة فهي تثور في سكونها، تعاني وتتألم ولا تتكلم. تبين ابتسامتها وهي تخفي جوارحها.
كم منا يبتسم ويخفي وراءه خيباته وأحزانه؟ !
كثير منا يرى وجوه جميلة تخرج من وجوههم أجمل ابتسامة
و وجوه بشوشة ومستبشرة؛ تريد اسعاد الكل من حولهم، يحاولون ارضاء الجميع بابتسامتهم؛ مع أنهم بحاجة لمن يطبطب عليهم ويطيب جوارحهم؛ حتى وإن كانت بسمة عابرة تضيء لهم لحظاتهم المعتمة.
فليس كل من يضحك هو خالي ومرتاح البال، فاحيانا وراء كل ابتسامة حياة أخرى منها المسرات ومنها الخيبات.
و دمعة عين تسيل على وجوه ناعمة تشعرك بعزة نفسك المنكسرة.
فأنت لا تعلم ماذا يعاني من يبتسم أمامك؛ و رحمك من عبوس وجهه التي تنغص عليك حياتك؛ فيبادلك برسالة أمل لتكمل يومك دون تعكير؛ فأنت وحدك لا تحتمل من يعكر صفوك، و الحياة لا تحتمل عبوس الوجوه والخطوط العرضية في الجبين؛ التي تفقدنا لذة الشعور بجمال الدنيا؛ واصبحنا مثقلين باحباط نابع من وجوه عبوسه مرسوم عليها تجاعيدهم من أثر تكشيرتهم المتكررة.
فالاكتئاب نابع من الطاقات السلبية حولنا التي نكتسبها من الأخرين. فالكثير يتمتم بهمومه وينسى لحظاته الحلوة التي يتمتع بها في الحياة.و يعركل طريق الآخرين بشكواه ولا يذكر محاسن حياته بل يفوح بطاقاته السلبية و ينشرها على الأخرين
، ليعركل حياتنا ويعود بنا للوراء.
لكن لا تعطي فرصة لأحد يؤثر عليك بسلبيته وبروحه السوداء، بل ابتعد عن كل من يُوقِف طريقك، ومن الذي لا يرسم طريقك للأمل. فأنت وحدك من يقرر بقاءهم؛ من يزيدك قدرة على انجاز ابداعاتك ويعينك على سداد مشوار حياتك فأهلا وسهلا بوجوده، ومن خاب ظننا به فافسح له الطريق فليسير في طريقه مع الذين يشبهونه. فالطريق أولى به…
أنت خُلقت لتقرر كيف تعيش؟ ؛ أي لدينا الاختيار في معرفة ما نريد أو ابتعادنا عن ما نريد.
حتى تعيش في سلام داخلي بعيدا عن النفوس المريضة تقرب بمن يشبهك ؛ بمن يرسم لك ابتسامة من قلبه الصافي؛ بمن يراك أنت ابتسامته وقت عبوسه؛ بمن يخرجك من عتمات الليل الدامسة لبهجة شقشقة ضوء الشمس؛ ليصب عليك من أمله ليشعرك بعتبات رزق آتيه من رب رحيم.
هكذا تقرب بمن يحمل بداخله طاقة من الايجابية؛ من يصعد معك لنقطة بلا نهاية لتحقيق أحلامك. لمن يضعك موضعا لأهدافه؛ و يحتذي بك في الوصول لهدفه.
اعرف هدفك مع من لتعرف ماذا ستصل بهدفك في النهاية.
فصادق من يعينك على إظهار ابتسامتك لتخرج من جواك طاقاتك المخفية وتظهرها في نجاحاتك.
وابتعد عن الذي يسد طريقك ويسود لحظاتك الطيبة بعباسته المتكررة التي لا تأتي بجديد.