لك أن ترى تفردك وتمردك على ما لا تطيق وأن تعلم جيدًا أنك قوي بأخلاقك وكرمك وصدقك مع ذاتك .
هي صورة ترسم لك وتتكون بناء على معايير تسير بها وتضع لنفسك حدود في كل تفاصيل حياتك .
التمرد لم يقصد به الرفض للشيء أو قبول وجوده فقط لكن قد يكون التمرد على العديد من الأفكار السائدة التي تخلق جو من العبث الفكري الذي لا يصدقه العقل وأن هناك مازال مجتمعات تسير بنفس الأفكار دون تجديد أو تغيير .هل هذا يعقل أن نكرر أفكارنا بنفس التفاصيل ولا نميل للتجديد ونسلم بها من جيل إلى جيل على نفس المعرفة وكأن ما كان عليه أباءنا وأجدادنا مسلمات لا يمكن المساس بها .وأنه عهد أن نقر على ما يقولونه أو نسير على اتجاه القطار المرتكزة على بوصلة زمنية خلفية لا يمكن تعديل بوصلتها للأمام .
نقر أن هناك ثوابت لا يعتريها أو يغيرها زمان ولا مكان وهذا أمر صحي لأن المبادئ الثابتة ثبات للعقائد واحترام للهويات وثباتها تخلق مجتمع له منهج
ولكن التمرد على الفكر السادي والمتوارث من عبثية حتمة تورث من جيل إلي أخر .
يمكن أن نراه مثلا في التنشئة الاجتماعية والفكر الذكوري النابع من الفكر الأسري المتوارث بفكرة أن الذكر من يحق له فعل كل شيء حتى ولو كانت أفعاله تنافي الأعراف و أنه رجل نعطيه الحق في الخطأ ونقر بذلك و نقهر الأنثى على وجودها في حياة ليست عادلة بمجرد الانسلاب وراء أفكار مازالت تحاكي مجتمعنا العربي .
لو غيرنا فكرنا بأن الرجل لا يعيبه إلا جيبه لكن العيب في استباحة الخطأ والاقرار به وكأنه مسلمات.
تفردنا بأن نرسم من أنفسنا صورة واحدة تميزنا عن ثقافة مجتمع استباح صور وهمية اجتمع عليها فئة من المجتمع يحاط بهم الجهل و الإصرار على هذا الجهل لذا هذا هو العبء الأكبر في تشوش الهوية الفكرية والذاتية للأجيال الناتج عن العبثية الفكرية المتوارثة.
