
هناك من توهَّم أن مصر ضعفت أو تراجع دورها، وأن بإمكانه تجاوزها أو الحلول محلها في الإقليم، لكن الأحداث المتلاحقة أثبتت أن مصر ما زالت الرقم الأصعب، وأن مفاتيح الحل لأي صراع في المنطقة لا تمر إلا عبر بوابتها…أتفهم أن يحلم البعض بتصدُّر المشهد خلسة، وتلك أحلام مشروعة، لكن الواقع يفرض معادلة مختلفة؛ فهناك قضايا تتطلب الحكمة والخبرة والتمرس وضبط النفس، لحفظ مقدرات الشعوب وحقن الدماء الزكية، وصولًا إلى برّ الأمان.
وفي الحقيقة لم يكن اجتماع القادة في شرم الشيخ اليوم مجاملة أو صدفة عابرة، بل لأن الجميع يدرك تمامًا قدر مصر، وثقلها، وقدرتها على إدارة الأزمات بحكمة وحنكة..وخلال الفترة الماضية، غيّرت كثير من الدول مواقفها من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بعد تواصلها مع القاهرة واستماعها للرؤية المصرية الكاملة.
ومن هنا.. جاءت هذه القمة للسلام لتؤكد تلك الرؤية، إذ لبّى القادة الدعوة لحضور لحظة تاريخية تمثّلت في إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وهو تتويج لجهود مصر الدؤوبة التي لم تتوقف يومًا عن دعم الأشقاء الفلسطينيين، واليوم، أدرك الجميع حجم مصر الحقيقي، ووعى العالم مجددًا دورها المحوري في استقرار الإقليم، ورؤيتها الثابتة القائمة على “نعم للبناء.. لا للحروب”.
ولا شكّ أن الحروب، مهما تزيّنت بالشعارات، لا تخلّف سوى الدمار، وتنهك الدول، وتدفعها إلى اقتصادٍ مريرٍ تُنفق فيه على السلاح بدل التنمية، فيما تترك الشعوب تشدّ الحجارة على البطون الجائعة، وتحلم بلقمةٍ وسلامٍ وكرامة..عاشت مصرُ، ثابتةً شامخةً، حاضرةً بقوّتها في وجه الأعداء والمتربّصين وعاش زعيمنا وقائدنا
فخامه الرئيس عبدالفتاح السيسي.




