الحاج متحرش المعادي ضحاياه أطفال
كتبت:داليا زردق
لقد كنا بالماضي نعتقد أن المتحرش هو شخص صايع رث الملابس و غير متزن و أشبه بالمرضي العقليين ، منعزل إجتماعيا ، لا عيلة له ، لا عمل ، لا قيم دينية .
لكن بفضل متحرش المعادي تغيرت تماما تلك الفكرة ، فهذه المرة المتحرش رب أسرة ، له زوجة ، أولاد ، عمل محترم ، مجتمع كله يحترمه .
يرتدي ملابس أنيقة .
صفحته عالفيسبوك كلها بوستات و آيات قرآنية و صوره الشخصية و هو بالحج و العمرة .
و المُتحرش بها ! طفلة في الخامسة من عمرها .
لا ترتدي ملابس عارية
لا تقوم باغراءه ! لا توحي له بشيء .
ضحاياه أطفال في هذا العمر.
فهل تنتهي للأبد يا تري النظريات المريضة التي تدافع دوما عن أسباب المتحرش و دوافعه .
هل آن الأوان لتدرك المجتمعات أن المغتصب و المتحرش هو شخص غير طبيعي و معتل نفسيا و جسديا و عقليا و مجرم بالفطرة .
هل آن الأوان لإدانته دون البحث عن حجج لتبرئته من جرم كبير .
الذي لا يدركه الكثيرون أن الأطفال الذين يتم التحرش بهم يعانون كل حياتهم من مشكلات نفسية قد تصل الي تدمر مستقبلهم تماما .
أجل ، قد تعيش كل فتاة حتي تكبر مشكلات نفسية تقضي علي سلامها و سلامتها النفسية و تحولها الي مريضة نفسية لا تستطيع ممارسة حياتها كالأسوياء .
بسبب شخص غير طبيعي غير محترم غير آدمي يعبث بمصيرهن و يقضي علي شعورهن بالأمان و السلام .
و الآن دور القانون لأخذ ثأر الضحايا و إيصال رسالة صارمة لكل متحرش و هي أنه لا فرار من العدالة و معاقبته العقاب الرادع ليكون عبرة لكل مغتصب و متحرش .
لأن عدم وجود عبرة للآخرين هو رسالة صريحة معناها فلتفعل ما تشاء لا عقاب .
أشعر بالحزن الشديد علي كل فتاة تعرضت لتحرش و إعتداء و صارت ضحية بدون ذنب إقترفته..و أتمني أن تحصل كل أسرة عندها شخص تعرض للتحرش علي مساعدة نفسية من متخصصين لمساعدتهم في التعامل مع الضحية .
و كلمة لكل من يتعامل مع أشخاص في الحياة في كل مكان .. لا تغتروا بالمظاهر و الأسماء اللامعة و الوظائف المرموقة دائما فهي ليست الدليل علي نزاهة كل البشر .
قد يختبيء الذئاب خلف مظهر عظيم كي يكتسب إحترام الكل و يبعد الأنظار عن حقيقته .
فلقد أصبحنا في زمن لا بد أن نتعامل بحرص شديد فيه مع بعضنا البعض حتي نتجنب ما لا تحمد عقباه.