الثقافةعاجل

الاستاذ الدكتور:إبراهيم بن عبدالكريم السنيدي يكتب ( قمة القمم )

الاستاذ الدكتور:إبراهيم بن عبدالكريم السنيدي يكتب ( قمة القمم )
كتبت:هدي سعيد

تجلت لأقدار السما حكمة عظمى
وضاءت نواحي الكون فانجابت الظلما

وجلت عن التعبير والشعر رفعةً
وعزت نجوم المجد في سبقها عزما

وشَدت حيازيمَ الزعامةِ قادةٌ
بهم ينتشي تاريخنا شامخاً نجما

ملوك بدين العدل سادوا فأينعت
مآثرهم عزاً وأحكامهم حُكما

ملوك سرى التاريخ وهو مكللٌ
بأنوارهم حتى ارتضاهم له رقما

كرام بني (عبدالعزيز) مشاعل
بأنوارهم يُسعى وإكرامهم يُحمَى

وكانوا تباعاً لا يرام مكانهم
وكيف وقد حازوا مكانتهم رُغما

ومن بعدهم (سلمان) ذو الفضل وابنه
(محمد) (والي العهد) أنعم به شهما

سموا فوق ما تروي الحروف وسلمت
عليهم سماوات العلا وارتوت كَرما

لقد وهبوا شعب العروبة حزمهم
وإقدامهم يا نعم من بارك الحزما

ومن كف (سلمان) المهاب مليكنا
أتت دعوة للعرب كي يُوصِلوا الرّحْمَا

لهذا فقد مدوا الأيادي غداة أن
دعوا لانعقادٍ عاجل يجبر الثلما

ومن (جِدةَ) الغناء جاء اجتماعهم
به وحدة القول التي تقطع الزعما

تلاقى به أهل السمو جميعُهم
ومن خلفهم آمال أمتنا أسمى

ألا بارك الرحمن كل جهودكم
وبلغكم ما تأملون من النعما

أيا قادة العرب الأباة توحدوا
وجِدوا فإن الجد لا يوهن العظما

وكونوا كبنيانٍ يُشَدُّ ببعضهِ
ورصوا الصفوف الآن واستبعدوا الوهما

على عتبات المجد أنتم وهذه
رؤاكم، فكونوا أعيناً توقد الفهما

وكونوا قلوباً للزمان وصرفه
أياديَ تمحو الجهل إن حل والظُّلما

لكم في أحاديث الكرامة سيرةٌ
وتاريخكم في أسوةٍ بالغٌ سهما

ألا جددوا عهد العروبة واجعلوا
لأوطانكم ما تستميل به النجما

جرت سنة المولى بأن صلاحكم
صلاح لنا يا خير من ألزم الحكما

ثبوا فوق أمجاد الثريا ملاحماً
تضيء وأسفاراً عن الحق لا تعمى

وسيروا بدين الله والحق تنصروا
بعدل فإن الله لا يقبل الظلما

فشوكتكم أقوى من الدهر مكسراً
وأعتى على من كاد للعرب واستعمى

جنوداً لهذي الأرض كونوا وقبلةً
لتاريخها الباهي الذي بصَّر الأعمى

وكونوا كما شاءت الإله حكاية
تدين لها الدنيا وتحيي الورى علما

لكم في فؤاد الدهر ما ليس يغتدي
له الكون كفؤا أو يرى غيركم زعما

فإن رعاياكم بكم في مؤملٍ
فهل آمل في جود أيمانكم يَظما؟

فحاشاكم يا من ملكتم رقابنا
بأمجادكم فاستلهموا بينكم فهما

أيا أمة التوحيد سيري وجددي
خطىً لم تواتِ الحاقد المنكرَ الخصما

قلوب جميع المسلمين توحدت
وقد ألفت منكم لها الوابل الوسما

غيوثاً كأفواه السحاب تقاطروا
على ظمأ منها أعيدوا لها النعمى

وشدوا عراكم بالأخوة كلما
أطل عدوٌ فاقطعوا دونه الزعما

ولا تجعلوا للغرب فيكم نكايةً
فإن أذى الجهال مستبلد أعمى

وقوموا كما عودتمونا مكارماً
ألا واجعلوا أبصار أعدائكم يغمى

وصونوا عرى الإسلام شيدوا بناءه
وأحيوه بالقول الذي يدفع الجرما

وحيكوا بأضواء الثقافات أرضكم
وهبوا جميعا واملكوا البدء والختما

فأنتم سلاطين البلاد وسرها
المعين الذي يحمي القلوب فلا تدمى

رعاكم إله الكون يا من بكم غدت
كرامتنا من كل شاهقةٍ أسمى

وأكرمكم بالخير والعمر والهنا
وأمسى بكم شمل العروبة ملتما

وبارككم في كل قول وفزعة
وحدّ بكم حد الحسام الذي أحمى

وبلغكم رب العباد مكانةً
وألزمكم نهجاً وألهمكم حكما

وخير صلاة الله تغشى ( محمداً)
نبي الهدى من شرف العُرب والعُجْما

كذا الآل والأصحاب طراً بفضله
ومن سار باسم الله أو جانب الإثما

__
شعر :
أ.د. إبراهيم بن عبدالكريم السنيدي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – بالرياض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: