
في زوايا الظلام، حيث تختبئ الخفافيش، يولد المكر وتُنسج الخديعة بخيوط ناعمة لكنها مسمومة. هناك، حيث لا صوت يُسمع للحق، ولا يد تُربّت على كتف المظلوم، يظن المخادعون أن الليل سيدوم، وأن الضعفاء سيظلون خائفين، ساكتين، خانعين…
لكنهم ينسون… أن للصمت صوتًا، وللحِلم حدودًا، وللحق ساعة لا يُردّ فيها شيء.
ينسون أن الله يُمهل ولا يُهمل، وأن من يزرع المكر يحصد الهلاك.
كم من طيّبٍ استُغل، فكان صمته قنبلة كشفت الأقنعة؟
كم من ساذجٍ ضحكوا عليه، فانتصر له الله بكلمة؟
كم من خائفٍ ظنوه خنوعًا، فإذا به شجاع بصمته وثابت بإيمانه؟
يا من تتقنون الحِيَل وتتنفسون الخداع…
اعلموا أن الزمن تغيّر.
نحن في عصر لا يُجامل الباطل، ولا يُخيفه زيف الأقوال، ولا يُسكته تهديد.
عصر تحكمه قيادة واعية، صادقة، لا تظلم ولا تترك الظالم يعبث بمصير الناس.
قيادة لا تخشى إلا الله، ولا تساوم على الحقّ، ولا تُراعي خاطر مَن خان الأمانة أو تلثّم بالخداع.
وإليكم رسالةٌ واضحة:
إن ظنتم أن بتخويفكم ستخرسون الجميع، وأنكم ستطوون صفحات الحقّ إلى الأبد؟ عذرًا — لقد أخطأتم الحساب.
من بنوا نواياهم في الخفاء، ومن زرعوا الرعب ليُكمِموا الأفواه، ظنوا أن صوت الحق المدعوم بقوّة الله سيُخرس.
لكن كيف لحقٍ مدعومٍ بالصدق والعدل والإيمان أن يختفي؟!
الحق ليس لعبة تُعطب بمكرٍ أو تُغلق بصمتٍ مخيف؛ الحق ثابت، والله عالم الغيب وقادر على كل شيء.
فلا تستهينوا بعقول الناس، ولا تظنوا أن اختلالاتكم مبرّر للتقليل من شأن الحقّ — فهناك من أقوى منكم مكرًا وعلمًا، وهو الله، الذي لا تهرب منه ذرّة في الأرض ولا في السماء.
من ظن أن سكوت الناس ضعف…
فليُراجع نفسه، فالحق اليوم أعلى صوتًا من أي وقتٍ مضى،
وما عاد هناك مكان للخفافيش التي ترهب الناس وتعيش في ظلمة النوايا.
رسالة إيمانية وعظة ربانية:
فليتقِ الله كلُّ من ظلم، واحتال، وتلاعب بمشاعر الناس،
فالله يُمهل… لكنه لا يُهمل.
قال تعالى:
“ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار”
(إبراهيم: 42)
وقال:
“ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين”
(الأنفال: 30)
أما أنت أيها المظلوم، أيها الطيب، الصامت بحكمة…
ثق بأن الله لا ينسى:
“وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين” (الروم: 47)
“إن الله يدافع عن الذين آمنوا” (الحج: 38)
فاثبتوا على الحق، ولا تخافوا إلا الله،
فمن كان الله معه، فلا غالب له.
والله لا يُصلح عمل المفسدين، وإن طال ليلهم… فإن فجْر العدل قادم لا محالة.
1. ضباع الخداع و خرس الضمير
2. ذئاب النوايا و خنوع النفوس
3. عقارب الظنون و صمت الطيبين
4. سمّ الثعالب و خوف السُذّج
5. أفاعي الطمع و سكوت النقاء
6. غربان الخديعة و ارتجاف القلوب
7. خفافيش الطمع و خنوع السُذّج
8. هوام الحقد و سبات الوعي
9. ضباب النوايا و سكوت الحقيقة
10. سكاكين الغدر و صبر الأقوياء
11. حين تعوي الذئاب، يصمت الرجاء
12. في مملكة الغدر، يسكت النقاء
13. نعيق النوايا و صمت الأرواح
14. ظلال النفوس و خوف البصائر
15. صرخة الخداع في حضرة الخوف