نحن مابين المنطق و رؤى أرواحنا
كتبت:نسرين معتوق
رغم أن طبيعتنا البشرية تجعلنا لا نصدق إلا ما هو ملموس بأيدينا ، و تأبى عقولنا أن تدرك إلا ما تدركه حواسنا و ما تستطيع أن تراه أعيننا ، إلا أنه يبقى بيننا و لو القليل ممن مازالوا يصدقون بذلك الذي تدركه قلوبهم و إن لم تراه أعينهم ، يصدقون بما استطاعت أرواحهم لمسه رغم أن أيديهم لم تلمسه .
قليل منا يسمع و يرى بروحه ما لم يستطع غيره أدراكه رغم سلامة سمعه و بصره .
و لأن هؤلاء لا يخضعون لذلك العالم الذي يحكمه المنطق و يتعاملون مع تلك الرؤى التي تتجلى لأعينهم دون غيرهم بأعتبارها حقائق مع أنهم لا يملكون الأدلة القاطعة لتلك الرؤى ، فإنهم لذلك يحيون كأغراب يتحدثون بلغة غريبة يجهلها كل من حولهم .
غربة يفرضها عليهم أختلافهم ، في ظل عالم بأسم المنطق يكاد يمد يده لأحلام النائمين .. فما بالك يفعل بأحلام المستيقظين و رؤاهم .
و يغيب عن الجميع أن ما من أحد منا يستطيع الجزم بالمنطق ، و لو استطاع فلا يمكنه الجزم بأبديته .. كل الأشياء مطروحة للتغيير .
صديقي المختلف أعلم بأنك ترى و تسمع و تشعر بطريقة مختلفة عن تلك التي يرى و يسمع و يشعر بها غيرك و هذا أنت و لو أغتربت ، و لكن عليك أن تعلم أن إختلافك سيكذب إن كذبته أنت و سيعد ذنب إن تعاملت أنت معه كذنب .. صدق حدسك ليصدق به غيرك .