المرأةعاجل

الدكتورة هدي ابو المعاطي تكتب: ألم وقلم

الدكتورة هدي ابو المعاطي تكتب: ألم وقلم

ألم وقلم كم منا يسحب قلمه حين يتألم ويكتب؟ هل القلم وسيلة ليخفف عنا وجعنا؟ أم القلم حل لأوجاعنا؟ وهل هناك من لديه المعرفة لهذا الدواء السحري؟! أعتقد وأنا أكتب بقلمي الآن.. أشعر أنها وسيلة سحرية لتخفيف الشحنات السلبية بداخلنا، ويجهلها الآخرون؛ والقلم هو سر لنقاءنا النفسي لأنه يجدد حيويتنا من وقت إلى آخر. وقلمك تخفيف لألمك، وليس حلا لأوجاعك؛ لأننا لا يمكننا نسيان أوجاعنا التي تبقى معنا و تسير بنا مع عمرنا.. فمثلا الوجع حين يصيب جسدك لا يخف فجأة ويختفي؛ لكنه يهدأ نسبيا؛ هكذا ألمك قد يخف مع تلاشي ما يألمك، لكنه لا يزول سريعا، يبقى مع سيرك إلا إذا اقتنعت أن ألمك وأوجاعك تثقل وزنك، وتضعفك ﻹكمال سيرك، فأرمي بها وأجعلها مهملة مادام تعرقل حركتك، وتجعلك عاجزا أمام ما تريد؛ فأنت حر طليق ما لم تطيق. قلمي سري حين يحن لي سكوني.. يشهد لحظاتي حين أفرح ويلهمني الأمل في غد جديد، حين أناديه أجده أول الزائرين، أصطحبه معي حين أسير فهو طريقي لنور جديد، نضحك سويا وأنا أكتب على دفاتر أوراقي، يجعلني أرسم ابتسامة ناعمة وإن كانت على ورق، فحين وجدت بداية نور تشع من بضعه كلمات رسمتها بقلمي نابعة من قلبي، يوما ما سأجده يرسل لي برقية تهاني على فوزه بجائزة الشفاء لجوارحنا؛قلمي هو أملي و سكينة لألمي.. أنت لا تحتاج إلى طبيب نفسي يداويك؛ أنت طبيب نفسك، اِلجأ إلى نفسك وأفرغ على ورقتك ما يرسمه لك قلمك، فوحده الذي يمنحك الأنس والمؤانسة ويبعدك عن صخب الحياة، ولم تجد منه سوى صوت خافت مطمئن لقلبك بأنه معك و إن خيب ظنك السامعون. كثير منا حين ينوبه طفرة ألم من شيء ما، يتحدث أكثر مع الآخرين، ويرهق نفسه بالكلام مرارا وتكرارًا، ويصيب نفسه بالاكتئاب الفكري، ولا يعلم أن عنده خير من يداويه: إفراغ حبر على ورقة وشعورك بنص مكتوب وإن كان بلا معنى، فهو علاج صحي لنفس تحتاج تنقية لشوائبها، كلما أفرغت ما تريد وانتهى النص و أكتمل المراد، مزق الورقة السوداء و أرميها في مهملاتك، فقد انتهيت من سواد لحظة تألمك و طاب يومك وشعرت بسكينة وهدوء. اصنع نفسك وداويها بقلمك.. حتمًا ستحميها!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: